في بداية رحلتك الجامعية، ستلتقي بأشخاص من خلفيات مختلفة، وستنفتح أمامك دوائر اجتماعية جديدة ومتنوعة؛ قد تظن أن كل من يشاركك الضحك والجلوس في الكافيتريا هو صديق، لكن الحقيقة أعمق من ذلك؛ اختيار أصدقائك في الجامعة ليس فقط أمرًا اجتماعيًا، بل هو قرار يؤثر على حياتك الأكاديمية والنفسية والإنسانية.
تابع المزيد:سنة أولى جامعة | من الخجل للعزلة.. كيف تواجه مشاعر الغربة؟
الصداقة في الجامعة: بداية جديدة أم اختبار اجتماعي؟
الجامعة ليست مجرد مكان للتعلم، بل مساحة اجتماعية كبرى؛ ومنذ اليوم الأول، يحاول كل طالب بناء صداقات بسرعة، هربًا من الشعور بالوحدة أو بدافع الحماس للمحيط الجديد لكن أحيانًا، هذا الاندفاع يؤدي إلى علاقات سطحية أو حتى ضارة الصداقة الحقيقية لا تبنى في يوم، بل تحتاج إلى مواقف تكشف النوايا، وتوضح الطباع.
من هو الصديق الحقيقي في الجامعة؟.
-
هو من يدفعك للتقدم، لا من يثقل كاهلك بالمقارنات.
-
هو من يتذكرك في غيابك، لا فقط عند الحاجة.
-
هو من يشاركك نجاحك دون حسد، ويواسيك في إخفاقك دون شماتة.
-
هو من ينصحك أمام الخطأ، لا من يشجعك عليه ليضحك الآخرون.
هذه الصفات لن تجدها كلها بسهولة، لكنها المقياس الذي به تزن علاقاتك الجامعية.
دوائر مزيفة: كيف تتعرف عليها وتحمي نفسك منها؟
في الجامعة، لا تخلو الحياة من العلاقات المصلحية؛ هناك من يقترب فقط للاستفادة الدراسية، أو لتحقيق صورة اجتماعية معينة تظهر هذه الدوائر سريعًا، وتنهار عند أول اختبار حقيقي من علامات هذه الصداقات:
-
تجاهلك عند الأزمات أو عند عدم وجود "مصلحة".
-
استغلالك في المهام الجماعية أو المذاكرة، دون مقابل.
-
التنافس السلبي أو نشر الإشاعات باسم "الهزار".
تجنب هؤلاء لا يعني العزلة، بل هو حماية لسلامك النفسي.
ابحث عن دوائر الأمان
لكل طالب في الجامعة دائرة صغيرة تمنحه الأمان والصدق قد تكون هذه الدائرة زميل دراسة، أو شخصًا التقيته في نشاط طلابي، أو حتى صديقًا من خارج الكلية لا تهدر طاقتك في السعي وراء قبول الجميع، وركز على هؤلاء الذين يضيفون لقلبك راحة، لا عبئًا.
هل تتغير الصداقات مع الوقت؟
نعم، وبشكل طبيعي بعض الأصدقاء يبتعدون تدريجيًا، والبعض الآخر يقترب أكثر لا تلوم نفسك على التغير، فكل مرحلة تكشف لك طباعًا مختلفة المهم أن تبقى صادقًا مع نفسك، وألا تتنازل عن مبادئك من أجل البقاء في علاقة غير مريحة.
نصيحة ختامية لطلاب سنة أولى
لا تسع لأن تكون محبوبًا من الجميع، بل كن محترمًا وصادقًا مع القليل؛ تكوين الصداقات الحقيقية يحتاج إلى وقت ومواقف، فلا تستعجل في الجامعة، أنت لا تبحث فقط عن شهادة، بل عن علاقات تبقى بعد التخرج، أو على الأقل، لا تترك فيك أثرًا مؤلمًا.